للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى: {وأوصَى} {ووصَّى} [١٣٢]

قرأ ورش بزياد ة همزة مفتوحة بين الواوين، مع تسكين الثانية وقرأ حفص بالتضعيف وهما لغتان بمعنى واحد في اللغة ولا فرق بينهما يذكر، ولفظ التوصية كثير في القرآن الكريم قال تعالى: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ} [سورة النساء:١٢] , فهذا يعني (أوصى) , وقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنا} [سورة العنكبوت:٨] , وهذا يدل على لغة "وصّى" مضعفاً، والقراءتان متوافقتان غير أن التشديد فيه معنى تكرار الفعل للمبالغة في الوصية (١).

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ} {أَمْ تَقُولُونَ} [١٤٠]

قرأ ورش بياء الغيبة على أنه إخبار عن اليهود والنصارى وهم غُيَّب, فجرى الكلام على لفظ الغيبة، أو على الالتفات من الخطاب إلى الغيب وهو أسلوب من أساليب القرآن، وقرأ حفص بالتاء لأنه حمله على قوله: {قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا} فجرى الكلام على نسق واحد في المخاطبة (٢)

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [١٦٥]

قرأ ورش بالتاء على أن الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - لنزول القرآن عليه فهو المخاطب، وهو نظير قوله عز وجل: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مرض} [سورة المائدة:٥٢] أو خطاب لأمته لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان عالما بحال ما يصير إليه الذين ظلموا (٣).


(١) - المهدوي، شرح الهداية. ج١/ ١٨٢. وابن إدريس. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج١/ ٧٨. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج١/ ٣٠٣.
(٢) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج٢/ ١٦٨. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج١/ ١٩٩.
(٣) - ابن غلبون. التذكرة في القراءات الثمان. ج٢/ص٢٦٣. والهمذاني، الحسن بن أحمد. غاية الاختصار في القراءات العشرة. تحقيق: محمد فؤاد، جدة-السعودية، الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن، ط١، ١٤١٤هـ-١٩٩٤م، ج٢/ ٤٢٠.

<<  <   >  >>