للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقرأ حفص {يَرَوْنَهُم}، بالياء، لأن بعد الخطاب غيبة وهو قوله تعالى: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ}، أي ترى الفئة الُمقاتلة في سبيل الله الفئة الكافرة مثليهم (١).

قوله تعالى: {وَكفَلَهَا زكرياء} {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} {٣٧}

قرأ ورش {وَكفَلَهَا} بتخفيف الفاء و {زكرياءُ} بالرفع والمد مع الهمز على إسناد الفعل إلى زكرياء والهاء مفعول به (٢).

وقرأ حفص بتشديد الفاء {وَكَفَّلَهَا} من غير همز على أن الفاعل هو الله -عز وجل- والهاء لمريم وهو المفعول الثاني، و {زَكَرِيَّا} المفعول الأول, أي جعله كافلا لها، قال الطبري: كفلها الله زكريا (٣).

قوله تعالى: {فَنوَفِّيهمُ أُجُورَهُمْ} {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} {٥٧}

قرأ ورش {فَنوَفِّيهِمْ} بالنون، لأن قبله {فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} , وهو عند ابن خالويه الاختيار ليصل إخبار الله عن نفسه بعضه ببعض (٤). وقرأ حفص بالياء، أي فيوفيهم الله أجورهم، لأن بعده: {وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (٥).

قوله تعالى: {تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ} {تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} {٧٩}


(١) - وكان المشركون تسعمائة وخمسين رجلا، فرآهم المسلمون ستمائة وكسرا، وأرى الله المشركين أن المسلمين أقل من ثلاثمائة، وذلك ليظن الكفار أنهم سيغلبون المسلمين والطمأنينة في قلوب المسلمين.
أبو حيان، البحر المحيط. ج٢/ص٤١٢. وأبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج٢/ص١٠.
(٢) - النحاس، معاني القرآن. ج١/ص٣٨٧. وابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج١/ص١١١.
(٣) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج٢/ص١٨٠.
(٤) - ابن خلوية، إعراب القراءات السبع. ج١/ص١١٥. ابن الجزري، شمس الدين محمد بن محمد. تحبير التيسير. تحقيق: أحمد محمد مفلح القضاة،. دار الفرقان للنشر والتوزيع عمان-الأردن، الطبعة: الأولى، ١٤٢١هـ-٢٠٠٠، ص٣٢٢.
(٥) - المهدوي، شرح الهداية. ج١/ص٢٢٠.

<<  <   >  >>