للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عز وجل عن نفسه بنون العظمة، كما قال {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} {الإسراء١} ثم قال عز وجل: {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} {الإسراء٢} (١)، ومن قرأ بالياء يكون الفاعل ضميراً مستتراً يعود إلى الله عز وجل، ولأن قبله قوله عز وجل: {وَمَن يُطِعِ اللهَ} (٢).

قوله تعالى: {وأَحَلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ} {وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ} {٢٤}

قرأ ورش {أَحَلَّ} بفتح الهمزة والحاء، وقرأ حفص {أُحِلَّ} بضم الهمزة وكسر الحاء (٣). فعلى قراءة ورش يكون مبنياً للمعلوم، وهو معطوف على الفعل الناصب لـ {كتاب الله عليكم}. وعلى قراءة حفص يكون مبنياً لما لم يسمَّ فاعله، وهو معطوف على {حُرمَت}، لأن معناه: كتبَ الله كتاباً عليكم، وأحل لكم، لأن ذلك أقرب إلى ذكر الله (٤).

قوله تعالى: {وَنُدْخِلْكُم مَدْخَلاً كَرِيماً} {وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً} {٣١}

قرأ ورش {مَدْخَلاً} بفتح الميم، من {دخل} وهو اسم مكان أو هو مصدر، وقرأ حفص بضم الميم (٥) وهو اسم مكان كذلك أو هو مصدر، كقوله عز وجل: {مُدْخَلَ صِدْقٍ


(١) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج١/ص١٩٤.
(٢) - محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج١/ص٤٠١.
(٣) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج٢/ص٢٦٥. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج٢/ص١٨٦.
(٤) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج/ص١٣٢. وله، الحجة في القراءات السبع. ج١/ص١٢٢.
(٥) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص ٢٢٦. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص٢٤٢.

<<  <   >  >>