للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا كلام مردود على صاحبه ولا أوافق ابن إدريس فيما ذهب إليه، إذ لا مجال لتغليط القراءة مادامت في السبعة المتواترة، ولم أجد من غلط هذه القراءة بما توفر لديَّ من كتب القراءات ولا أرى الترجيح بين القراءتين المتواترتين، فكيف بإنكار إحداها.

قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ تَلقَّف مَا يَأْفِكُونَ} {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} [١١٧]

قرأ ورش: {تَلقَّف} بفتح اللام وتشديد القاف على أن أصلها تتلقف, فحذف إحدى التاءين تخفيفاً، وأبقى الأخرى مع فتح اللام وتشديد القاف، ورفع الفاء على الاستئناف أي فإنها تلقف (١).

وقرأ حفص: {تَلْقَفُ} بإسكان اللام وتخفيف القاف، على أنها من لقف يلقف ومعناها تلتقم أي تبتلع (٢).

قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَيَّ أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ} {حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ} [١٠٥]

قرأ ورش: {حَقِيقٌ عَلَيَّ} بفتح الياء المشددة، وذلك لدخول حرف الجر على ياء المتكلم حيث اجتمع فيه ياءان فأدغمت الأولى في الثانية، وفتحت لالتقاء الساكنين (٣)، لأن (حقيق وحقّ) تتعدى بعلى كما في قوله عز وجل: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} [سورة الصافات:٣١]، وقوله: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ} [سورة الزمر:١٩] ,


(١) - ... ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص٢٩٠. والنحاس، إعراب القرآن. ج١/ ١٤٤.
(٢) - ... وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع ج٢/ ١٤٤.
(٣) - ... النحاس, إعراب القراءات السبع، ج٢/ ١٤٩. وابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج٣/ ٢٣٧.

<<  <   >  >>