للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحذف المضاف، أي ذا شرك (١).

وقرأ حفص: {شُرَكَاءَ} بضم الشين والمد والهمز بدون تنوين، على أنه جمع شريك وهو ممنوع من الصرف (٢).

فالمعنيان متقاربان، فمن قرأه بضم الشين فإنه جعله جمع شريك فمنعه من الصرف، ومن قرأه بكسر الشين فإنه أراد المصدر, وقال الطبري: {شِرْكاً} بكسر الشين بمعنى الشركة، و {شُرَكَاءَ} بضم الشين بمعنى جمع شريك (٣).

قوله تعالى: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتْبَعُوكُمْ} {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} (٤) [١٩٣]

قرأ ورش: {لاَ يَتْبَعُوكُمْ} بسكون التاء من" تبع" بمعنى لا يتبعوا آثارهم. (٥)

وقرأ حفص: {لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} مشددة من اتَّبَعَ بمعنى: لا يقتدوا بهم. وقال القرطبي: "لا يتبعوكم مشدداً ومخففاً لغتان بمعنى واحد، وقال بعض أهل اللغة: أتبعه مخففاً إذا مضى خلفه ولم يدركه، واتّبعه مشدداً إذا مضى خلفه فأدركه". (٦)


(١) - محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج١/ ١٧٩. والهمذاني، غاية الاختصار. ص٥٠١. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج١/ ٢٩٤.
(٢) - النحاس، إعراب القرآن. ص ١٦٧. وابن زنجلة، حجة القراءات. ج١/ ٣٠٤.
(٣) - الطبري، جامع البيان. ج٩/ ١٤٩.
(٤) - ومثله في سورة الشعراء، الآية: {٢٢٤}.
(٥) - القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج٧/.٣٤٢. وأبو الحسن البغدادي، الروضة في القراءات الإحدى عشرة. ج٢/ ٦٧٧.
(٦) - الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص ٢٧١. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج٢/ ٢٠٥.

<<  <   >  >>