للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أنه اسم (١).

وهما لغتان بمعنى واحد كالضَعف والضُعف والفَقر والفُقر (٢) , وقال النحاس عن الكسائي:" السُّدّين بضَم السين وفَتحِها سواء السَّد والسُّد، وكذلك قولُه {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً} [سورة يس٩] هما سواء فتح السين وضمّها" (٣). وقال الزجاج: "وقيل: ما كان مسدوداً خلقة فهو سُدّ، وما كان من عمل الناس فهو سَدّ" (٤).

قوله - عز وجل -: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكاً} {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ} [٩٨]

قرأ ورش: {دَكاً} بالتنوين على أنه مصدر دكه, وقرأ حفص: {دَكَّاء} بألف التأنيث الممدودة (٥).

والقراءتان بمعنى واحد (٦) , قال ابن زنجلة: "وتقول العرب ناقة دكاء أي لا سنام لها، ولابد من تقدير الحذف لأن الجبل مذكر فلا يوصف بدكاء، لأنها من وصف المؤنث دكاء، التقدير جعله أرضاً دكاء أي ملساء فأقيمت الصفة مقام الموصوف وحذف الموصوف, كما قال سبحانه: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حسنا} [سورة البقرة:٣٨] أي: قولاً حسناً (٧).


(١) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج١/ص٣٩٩. والمهدوي. شرح الهداية. ج١/ ٤٠٢.
(٢) - ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. ج٥/ص١٩٠.
(٣) - النحاس. معاني القرآن. ج٤/ص٢٩٢, وابن زنجلة. حجة القراءات. ج١/ص٤٣٠.
(٤) - الزجاج. معاني القرآن. ج٣/ ٣١٠, وشهاب الدين. التبيان في تفسير غريب القرآن. ج١/ص٢٧٩.
(٥) - الهمذاني، غاية الاختصار في قراءات العشر أئمة الأمصار. ص ٥٥٦٠.
(٦) - المهدوي. شرح الهداية. ج١/ ٤٠٢, والنحاس. معاني القرآن. ج٣/ص٧٥.
(٧) - ابن زنجلة. حجة القراءات. ج١/ص٤٣٥.

<<  <   >  >>