بالحارث وهو تأدب بجعفر الصادق وهو تأدب بالباقر وهو تأدب بزين العابدين، وهو تأدب بوالده الحسين، وهو تأدب بوالده علي بن أبي طالب، وَعَلِيٌّ صحب النبي صلى الله عليه وسلم وتأدب به.
واقصد في مأكلك وثيابك، وإياك والكبر وحب الرياسة، وإياك والشيطان، ومن عرف نفسه تواضع، ومن عرف ربه تصور تبعيده وتقريبه فخاف ورجا، فأصغى إلى الأمر والنهي، فارتكب واجتنب، فأحبه مولاه فكان له سمعًا وبصرًا ويدًا، واتخذه وليًا إن سأله أعطاه، وإن استعاذ به أعاذه، ودنيء الهمة لا يبالي، فيجهل فوق جهل الجاهلين، ويدخل تحت ربقة المارقين، وذو النفس الأبية يربأ بها عن سفاسف الأمور، ويجنح إلى معاليها، فدونك صلاحًا أو فسادًا ورضًا أو سخطًا، وقربًا أو بعدًا، وسعادة أو شقاوة، ونعيمًا أو جحيمًا، وإذا خطر لك أمر فانظر الشرع فإن وافقه فبادر، فإنه من الرحمن، وإن خالفه فإياك فإنه من الشيطان، وحيث جهلت أو زللت وواقعت المحظور أو هفوت فاستغفر وتب إلى الله عز وجل، وانزع الرياء من قلبك فإنه الشرك الخفي، وحيث خافت نفسك من المخلوق فهو من قلة الإيمان بالخالق، وتفكر في مخلوقات ربك، وإياك أن تجول بفكرك فيه، فربما أدخلك الكفر، وإن استحييت من الخلق بالحق فأنت متطلع إليهم دون ربك، وإن اختفيت عنهم بالمعاصي وبارزته فأنت منافق، وإن أظهرت العبادة بينهم ولم تعمل في الخلوة فأنت مراءٍ، وتبذل في نفسك، وإياك أن تخدم آلاتك، وتذهب أوقاتك فيها، المؤمن يخدم ربه وتخدمه آلاته، والمنافق يخدم آلاته ويدع ربه، تعس عبد الدرهم والدينار والقطيفة والإنبجانية، تعس عبد الدنيا، إن أعطى رضى، وإن لم يعط سخط، والناس معك بين صغير فاتخذه ولدًا، ومتوسط فاتخذه أخًا، وكبير فاتخذه أبًا، وبين شيخ ومريد ومثل: فوقر شيخك وعظمه وتحنن على مريدك وعلمه وتواضع لمثلك وحشمه.