مصر، وكان يحيى في حاشيته، فغضب عليه وأعاده إلى بغداد، وكتب إلى ولي عهده المعتصم يحذره منه ومن أمثاله. ومات المأمون بعد سنتين، وصلي المعتصم، فعزل يحيى عن القضاء، فلزم بيته إلى أن ولي المتوكل على الله، فأعاده إلى ولاية القضاء، وخلع عليه، ثم غضب عليه وعزله سنة ٢٤٠ هـ وأخذ أمواله، وألزم منزله. وعزم على الحج والمجاورة بمكة، فرحل إليها ومعه أخته، فبلغه أن المتوكل صفا عليه، فانقلب راجعا، فلما كان بالربذة (من قرى المدينة) مرض وتوفي فيها، ودفن هناك. وكان يتهم بأمور شاعت عنه وتناقلها الناس في أيامه، فذكر شيء منها للإمام أحمد بن حنبل، فقال: سبحان الله، سبحان الله، ومن يقول هذا؟ وأنكر ذلك إنكارا شديدا. وقال الخطيب البغدادي:"وكان يحيى سليما من البدعة، ينتحل مذهب أهل السنة، وسئل ابن حنبل عنه فقال: ما عرفناه ببدعة". وفي تاريخ بغداد أن كتبه في الفقه أجل كتب، تركها الناس لطولها. من كتبه "إيجاب التمسك بأحكام القرآن"(١).
(١) أخبار القضاة ٢: ١٦١ وتاريخ بغداد ١٤: ١٩١ وطبقات المفسرين للداودي ٢: ٣٦٢ وخلاصة تهذيب الكمال ٣٦١ والنجوم الزاهرة ٢: ٣١٦ وفيه: ولي القضاء بالبصرة وبغداد والكوفة وسامراء. وعبر الذهبي ١ =