[محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد بن ربيعة، أبو إسحاق، ابن القرطي، ويقال له ابن شعبان، من نسل عمار بن ياسر]
رأس الفقهاء المالكيين بمصر في وقته، وأحفظهم لمذهب مالك، مع التفنن في التاريخ والأدب. كان، كما يقول ابن فرحون، كثير الذم لبني عبيد (الفاطميين) وكان يدعو الله أن يميته قبل دخولهم مصر، فكان ذلك. وقيل أن المعز الفاطمي معد بن إسماعيل بعث إليه بكتاب ومئة مثقال مع رسول، فقرض البسملة من أعلى الكتاب وأحرق باقيه بالشمعة أمام الرسول، ورد المئة عليه، وقال له:"لولا أنه ثبت عندي أنك سني، ما خرجت من هذه الدار، ولجعلت من يقتلك". وقال ابن حبان:"كان الحكم المستنصر أمير المؤمنين بالأندلس يوجه سرا كل عام إلى كل واحد من علماء مصر مئة مثقال، وبضعفها لأبي إسحاق، وفعل ذلك بعده صاحب القيروان: فردها أبو إسحاق وأساء القول فيه. وذكر في الديباج أنه "كان واسع الرواية، كثير الحديث، مليح التأليف، شيخ الفتوى، حافظ البلد، ولكنه مع غزارة علمه كان يلحن ولم