بما لم تحظ به أية هينة دينية أو سياسية أو إجتماعية من قبل. وأصبح لجماعته دار في كل بلد سعى إليه. وأنشأ في الإسماعيلية "معهد أمهات المسلمين" لتربية البنات تربية دينية صالحة. ونقل مدرسا إلى القاهرة، فانتقل معه المركز العام ومقر قيادة الجمعية، واتسع فيها مجال النشاط أمامه، وزاد الإقبال على دعوته، فأنشأ جريدة "الإخوان المسلمون" اليومية، فكانت منبره الكتابي إلى جانب منابره الخطابية. وامتدت الدعوة إلى مختلف المدن والقرى المصرية، وانشئت لها مئات الفروع، وناهز عدد أعضائها قبل حرب فلسطين (١٩٤٨) نصف مليون، وخشي المسيطرون على مقدرات مصر السياسية اصطدامهم بهم، ونظروا إلى قادتهم نظرة تحسب وخشية، وحاولوا إبعادهم عن السياسة، فقام المرشد العام يعرف الإسلام في إحدى خطبه بأنه "عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وسماحة وقوة وخلق ومادة وثقافة وقانون". ونشب القتال بفلسطين بين العرب واليهود (سنة ١٩٤٨) فاشتركت كتيبة من الإخوان في القتال وأبلت بلاء حسنا، ونودي بالهدنة، وفي أيدي الإخوان سلاح دربوا على استعماله وادخروه للملمات، فحدثت في الإسكندرية والقاهرة أحداث إرهابية عجزت السلطات القائمة عن معالجتها، فأمر رئيس الوزراء