وسمع بها القاسم بن عساكر وابن الحرستاني وغيرهما. وزار بغداد سنة ٥٩٩ هـ فأقام شهرا. وعاد إلى دمشق، فولي الخطابة بالجامع الأموي. ولما تملك الصالح إسماعيل ابن العادل دمشق، وسلم قلعة صفد للفرنج، نال ابن عبد السلام منه ولم يدع له في الخطبة، فغضب وعزله وحبسه، ثم أطلقه فنزح إلى مصر، فأكرمه صاحبها الصالح نجم الدين أيوب وبالغ في احترامه وولاه القضاء والخطابة ومكنه من الأمر والنهي. ثم اعتزل ولزم بيته. ولما مرض أرسل إليه الملك الظاهر يقول: عين مناصبك لمن تريد من أولادك، فقال: ما فيهم من يصلح. وتوفي بالقاهرة وشهد الملك الظاهر جنازته. من كتبه "تفسير القرآن" وهو تفسير كبير رتبه على المعاني مختصرا (١).