صغره يرعى الغنم، ثم احترف التجارة وكان يختلف فيها إلى الشام. وكان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم، وله السفارة فيهم، ينافر عنهم وينذر من أرادوا إنذاره. أسلم قبل الهجرة بخمس سنين، فقوي به المسلمون. قال ابن مسعود:"كان إسلام عمر فتحا، وكان هجرته نصرا، وكانت إمامته رحمة، وما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم". وصحب عمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد إسلامه، فأحسن صحبته، وبالغ في نصرته، ووقف حياته على المدافعة عنه والذود عن الإسلام. وشهد الوقائع. وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يستشيره في كثير من الأمور، وقد أثر عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "عمر معي وأنا مع عمر، والحق بعدي مع عمر حيث كان". ولقبه ب "الفاروق" وكناه بأبي حفص. بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر (سنة ١٣ هـ) وفي أيامه واصلت الجيوش العربية الفتوحات التي بدأت في عهد أبي بكر، فتم فتح الشام والعراق، وافتتحت القدس والمدائن ومصر والجزيرة، حتى قيل: انتصب في مدته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام. وهو أول من اتخذ ديوانا لضبط المال، وعمل إحصاء