بها وببغداد، فنبه ذكره في علوم الأدب واللغة، وأحاط بمعارف عصره، فلم يترك موضوعا إجتماعيا أو ثقافيا أو أدبيا إلا كتب فيه، فصور أحوال عصره وحياة أهله زمانه وأخلاقهم وعاداتهم تصويرا يمتزج فيه الجد بالدعابة. وتقرب من الخلفاء والوزراء إلى أن ولي المتوكل العباسي فتنكر للمعتزلة وللقائلين بها فتوارى الجاحظ وعاد إلى البصرة ولازم منزله الذي أصبح مثوى الأدب ومحط رجاله. وفلج في آخر عمره، ومات والكتاب على صدره، قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه. وكان دميما، قبيحا، قصيرا، لقب بالجاحظ لنتوء عينيه وبروزهما. قال الذهبي:"كان من أئمة البدع". وقال ثعلب:"ليس بثقة ولا مأمون" وقال ابن قتيبة في اختلاف الحديث: "ثم نصير إلى الجاحظ وهو أحسنهم للحجة استنارة، وأشدهم تلطفا لتعظيم الصغير حتى يعظم، وتصغير العظيم حتى يصغر، ويكمل الشيء وينقصه، فنجده مرة يحتج للعثمانية على الرافضة، ومرة للزيدية على أهله السنة، ومرة يفضل عليا، ومرة يؤخره، ويقول: "قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذا.". من