وأمده الله بكثرة الكتب وسرعة الحفظ وقوة الإدراك والفهم، فألم بالفقه والتفسير والحديث والحساب وغيرها، وهو ابن بضع عشرة سنة، وناظر وجادل وأفتى وهو ابن سبع عشرة سنة، وقام بوظائف أبيه - بعد وفاته - فدرس بدار الحديث وهو ابن إحدى وعشرين سنة، ولقب بمحيي السنة، وإمام المجاهدين، وهو ابن ثلاثين. قال الذهبي:"كان من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين، والزهاد الأفراد، والشجعان الكبار، والكرماء الأجواد، أثنى عليه الموافق والمخالف، حدث بدمشق ومصر والثغر .. " امتحن وأوذي مرات، طلب أولا إلى مصر أيام الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، من أجل فتوى أفتى بها، فتعصب عليه جماعة من أهلها، فسجن مدة في خزانة البنود، ثم نقل إلى الاسكندرية. وأطلق سراحه، فسافر إلى دمشق سنة ٧١٢ هـ. واعتقل بها سنة ٧٢٠ هـ، وأطلق، ثم أعيد إلى قلعة دمشق سنة ٧٢٦ هـ، فلم يزل معتقلا بها إلى أن مات صابرا، فخرجت دمشق كلها فى جنازته. أما آثاره في تفسير القرآن الكريم، فجملة ما وصل إلينا منها أربعة مجلدات، تضم تفسيره لبعض الآيات ولبعض السور القصار، منها سور "الأعلى" و "الشمس" و "الليلا" و "العلق" و "التن" و "الكافرون" و "تبت" والمعوذتي"، و