للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله هو السلام، ومنه السلام، وإليه السلام، فيسلم على عباده {سلامٌ قولاً من رب رحيم} يس ٥٨، ويستقبل عباده بدار السلام، ويدعو إليها {والله يدعو إلى دار السلام} يونس ٢٥، وقد صرح النبي - صلى الله عليه وسلم - في تسمية الله بالسلام، وبوب به البخاري -رحمه الله- في كتاب الاستئذان [باب (السلام اسم من أسماء الله تعالى)].

وهذا جزء من حديث رواه البخاري في الأدب المفرد فقال: "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض فأفشوا السلام بينكم". (١)

وأورد البخاري حديث " كنّا نصلي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فنقول السلام على الله" فأرشدهم النبي عليه الصلاة والسلام إلى المشروع في السلام.

وحديث الباب نهيٌ عن إلقاء السلام على الله؛ لأنه هو السلام، وأرشدهم عليه الصلاة والسلام لقول التحيات لله والصلوات والطيبات) الحديث.

قال الخطابي: المراد أن الله هو ذو السلام فلا تقولوا السلام على الله فإن السلام منه بدأ وإليه يعود، وهنا نشير إلى فقه أم المؤمنين خديجة -عليها رضوان الله- ففي حديث أنس قال: قال: جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يقريء خديجة السلام، يعني فأخبرها. فقالت: إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته. (٢)

ففهمت أن الله لا يرد عليه السلام مثل المخلوقين؛ لأن السلام اسم من أسماء الله. ويرى الحافظ -رحمه الله- أن إيراد البخاري لهذا الاسم الإشارة إلى ذكر الأسماء التي تسمى الله


(١) الأدب المفرد صـ ٤٣٧ وحسنه ابن حجر.
(٢) النسائي في فضائل الصحابة ح ٢٥٤ وإسناده حسن.

<<  <   >  >>