أثبت أهل السنة والجماعة أن علم الله شامل لجميع الأشياء صغيرها وكبيرها جليلها وحقيرها، وعلمه محيط بجميع الأشياء في كل الأوقات أزلاً وأبداً، فقد علم تعالى في الأزل جميع ما هو خالق وعلم جميع أحوال خلقه وأرزاقهم وآجالهم وأعمالهم شقاوتهم وسعادتهم ومن هو من أهل الجنة ومن هو منهم من أهل النار.
قال تعالى واصفاً نفسه:{عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا} الجن ٢٦، وقال:{إن الله عنده علم الساعة} لقمان ٣٤، وقال:{أنزله بعلمه} النساء ١٦٦، وقال:{وما تحمل من أنثى ولا تضع إلاّ بعلمه} فاطر ١١، وقال:{إليه يرد علم الساعة} فصلت ٤٧ وغيرها من الآيات. فقد ورد اسمه العليم المتضمن لعلمه في القرآن الكريم في مائة وسبع وخمسين موضعاً تقدم منها ما أستدل به الإمام البخاري -رحمه الله-.
وقد أورد حديثين في ذلك وهما حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلاّ الله)، وأثر عائشة -رضي الله عنها- وفيه قالت:(من حدثك أنه يعلم الغيب، فقد كذب. وهو يقول (لا يعلم الغيب إلا الله).
ثم نقل البخاري -رحمه الله- عن الإمام يحيى الفراء في أحد معاني الظاهر والباطن، قال: قال يحيى (١): الظاهر على كل شيء علماً والباطن على كل شيء علماً، وهي تفسير لقوله