للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: ما ورد في صفة الكلام]

أخذت صفة الكلام وما يتبعها من مسألة خلق القرآن وغيرها حيزاً كبيراً في الفكر الإسلامي

ولا نبالغ إذا قلنا من أنها من المسائل التي افترقت فيها أهل الفرق بين بعضها البعض في الفرقة الواحدة تجد الاختلاف الكبير، حتى أن (الايجي) يذكر أن علم الكلام إنما سمي بذلك للاختلاف في هذه الصفة. (١)

أما من ينكر هذه الصفة فهو من أنكر غيرها من صفات الله تبارك وتعالى وبنفس الحجج السابقة، فالجهمية والمعتزلة متفقون في نفي الكلام عن الله من أنه صفة له فالمعتزلة يقولون أنه متكلم حقيقة وحقيقة ذلك عندهم أنه خلق كلاماً في غيره. (٢)

والجهمية تارة يصرحون بنفي أن يكون متكلماً حقيقة (٣) وتارة يقرون باللفظ ويقرونه بأنه خلق في غيره كلاماً.

قال شيخ الإسلام: والجهمية تارة يبوحون بحقيقة القول فيقولون: إن الله لم يكلم موسى تكليماً ولا يتكلم وتارة لا يظهرون هذا اللفظ لما فيه من الشناعة والمخالفة لدين الإسلام


(١) المواقف للايجي ص ٩
(٢) شرح الطحاوية ص ١٧٣
(٣) الفرق بين الفِرق ص ٢١٢

<<  <   >  >>