للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الخامس: اطلاق بعض النعوت على الله]

[المطلب الأول: إطلاق الذات على الله]

بوب البخاري -رحمه الله- للنعوت التي يجوز إطلاقها على الله عز وجل، فقال: باب [ما يذكر في الذات والنعوت واسامي الله].

واستشهد بقول الصحابي الجليل خبيب بن عدي (١) -رضي الله عنه- حين عرض على القتل، فقال: "وذلك في ذات الإله"، قال البخاري: فذكر الذات باسمه تعالى.

قال الحافظ -رحمه الله- واستعمال البخاري لها دال على أن المراد بها نفس الشيء على طريقة المتكلمين في حق الله تعالى ففرق بين النعوت والذات. (٢)

وقد سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الأبيات، ولم يرد إنكاره لها فدل على جواز ذلك، وفي أثر لابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهم- وربما رفعاه قالا: "تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله". (٣)

وقال حذيفة بن اليمان لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما إن جمعت في الله وقسمته في ذات الله فأنت أنت وإلا فلا. (٤)

وذكر هذا الإمام ابن مندة فقال: إن ذات الله عز وجل موصوفة بالعلم غير مدركة بالإحاطة ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا لقوله عليه الصلاة والسلام: (إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا) (٥)، وهو موجود بحقائق الإيمان على الإتقان بلا إحاطة إدراك بها بل هو أعلم


(١) وذلك في قصة غزوة الرجيع رواها البخاري وغيره ح (٣٩٨٩).
(٢) الفتح ١٣/ ٣٨٢.
(٣) رواه البيهقي في الأسماء والصفات صـ ٢٤٠، والألباني في الصحيحة ٤/ ٣٩٥ وقال حسن بمجموع طرقه.
(٤) رواه ابن مندة في التوحيد ٣/ ٣٢.
(٥) رواه مسلم ح (٢٠٤٤).

<<  <   >  >>