للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عينين فكان بيانه موافقاً لبيان محكم التنزيل (١) وقد تقدم الرد على من يؤل هذه الصفة في اثبات البصر لله تبارك وتعالى.

المطلب الثالث: ما ورد في اليدين والأصابع (٢)

من الصفات الثابتة في الكتاب العزيز والسنة المطهرة اليدان قال تعالى {بل يداه مبسوطتان} المائدة ٦٤ وقال تعالى {ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي} ص ٧٥ وقال {والسماوات مطويات بيمينه} الزمر ٦٧ وقال {يد الله فوق ايديهم} الفتح ١٠. وقال {بيده الملك} تبارك ١ وقال {بيدك الخير} آل عمران ٢٦. وقال عليه الصلاة والسلام كما في البخاري من حديث طويل وهو محاجة آدم وموسى وفيه: يا آدم انت ابونا خلقك الله بيده) وفيه (أنت موسى كلمك الله تكليماً وخط لك التوراة بيده)، فاليد في ما سبق من النصوص هي يد حقيقية على ظاهرها خلافاً لمن أولها من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم. قال الامام المقدسي (٣) في كتابه الصفات: فلا نقول يد كيد ولا نكيف ولا نشبه ولا نتأول اليدين على القدرتين كما يقول اهل التعطيل والتأويل بل نؤمن بذلك ونثبت الصفة من غير تحديد ولا تشبيه، ثم قال ولا يصح حمل اليدين على القدرتين فان قدرة الله واحدة ولا على النعمتين فان نعم الله لا تحصى كما قال سبحانه {وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها} ابراهيم ٣٤. (٤)


(١) التوحيد لابن خزيمة ص ٩٧
(٢) انظر في هذه الصفة الاسماء والصفات للبيهقي ٢/ ٤٣ - ٥٣ والتوحيد لابن خزيمة ٥٣ - ٧٦ والشريعة للآجري ٣٢١ والسنة لابن ابي عاصم ص ٤٧٣ والرد على الجهمية لابن منده ٣٩ - ٤٢
(٣) عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي الحنبلي، من عائلة علمٍ وحديث، مكثر من التاليف، من أوائل من ألف في الرجال، (ت ٦٠٠ هـ) سير أعلام النبلاء (٢١/ ٤٤٣).
(٤) الصفات للامام عبد الغني المقدسي ص ٨٥ ضمن عقائد أئمة السلف

<<  <   >  >>