سمي الإمام البخاري هذا الكتاب بـ كتاب التوحيد " وفي بعض رواياته " كتاب التوحيد والرد على الجهمية وغيرهم "
وهذا من استكمال المنهج في الرد على الفرق المخالفة في هذا الجامع المبارك لأنه -رحمه الله- رد على المرجئة في كتاب (الإيمان) وعلى الخوارج في كتاب (الفتن) ورد على الرافضة في كتاب (الأحكام).
والمراد بقوله " وغيرهم " ما فسره البخاري في بعض روايات الصحيح فقال " القدرية " وهي رواية المستملي. ومعلوم أنهم المعتزلة.
فهذه هي رؤوس البدعة: - الجهمية، والمرجئة، والخوارج، والرافضة. على أنه مع هذا كله رحمه الله لم يسم أولئك الذين نبه على أخطاءهم وأوهامهم ولم يسم أحداً بعينه، وهذه همة عالية لأُولي العزم من العلماء.
وغالب الشراح قد تنبه إلى مقصده - رحمه الله - بهذا التبويب أعني الرد على أصول الفرق المخالفة وأفراد كل منها بكتاب خاص.
والبخاري في فعله ذلك داخل في منظومة السلف التي جاهدت في الله حق جهاده في بيان ما أخذ عليهم من العهد بالبلاغ ولو آية وبعدم كتم العلم.