للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: منهجه في تصنيف صحيحه ومكانته]

اشترط البخاري على نفسه الطهارة والصلاة عند عمله في صحيحه بل قال: وجعلته حجة فيما بيني وبين الله.

وقال: ما أدخلت فيه حديثاً إلاّ بعد ما استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته. (١)

وكتابه مقتصر على الصحيح العالي إذ أن شرط البخاري في روايته للحديث: أن يروي عن من لقيه ولو مرة فلا يكتفي بالمعاصرة فقط بل والتصريح بالسماع كما نبه على ذلك الحافظ بالاستقراء، والبخاري يبوب بآية أو حديث أو بعنوان من عنده. وهذه هي أحد مزايا البخاري في جامعه إذ أودع في هذه التراجم الفوائد الفقهية، والنكت الحكمية فاستخرج بفهمه من المتون معاني كثيرة فرقها في أبواب الكتاب بحسب تناسبها واعتنى فيها بآيات الأحكام فانتزع منها الدلالات البديعة وسلك في الإشارة إلى تفسيرها السبل الوسيعة. (٢)

وفقه البخاري في تراجمه كما اشتهر عنه.

ولفظ الترجمة عند البخاري نوعان:

١ - ما يكون نصاً وهو إما آية أو حديث على شرطه أو حديث ليس على شرطه أو أثر صحابي.

٢ - ما يكون استنباطاً وهو ما ليس من قبيل النوع الأول بل من كلام الإمام البخاري نفسه.


(١) سير أعلام النبلاء ١٢/ ٤٠٦، ٤١٢.
(٢) هدي الساري صـ ٨.

<<  <   >  >>