للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس: ما ورد في أفعال العباد]

تكلم الإمام البخاري في مسألة أفعال العباد وأنها مخلوقة لله وان العبد له مشيئة وليس مسلوباً لها وأطال في هذه المسألة وألف لها كتاباً خاصاً، ولأنها داخلة من وجه في مسألة اللفظ سأقتصر على أهم الأقوال فيها خاصة حين يعرضها الإمام البخاري بنفسه فيقول: اختلفت الناس في الفاعل والمفعول والفعل:

فقالت القدرية: الأفاعيل من البشر ليست من الله.

وقالت الجبرية: الأفاعيل كلها من الله.

وقالت الجهمية: الفعل والمفعول واحد لذلك قالوا: لكن مخلوق.

وقال أهل العلم: التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة لله لقوله تعالى {وأسروا قولكم أو اجهروا به أنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق} الملك ١٤.

- ثم يضيف موضحاً - يعني السر والجهر من القول. ففعل الله صفة الله والمفعول غيره من الخلق ويقال: لمن زعم اني لا أقول: القرآن مكتوب في المصحف ولكن القرآن بعينه في المصحف يلزمك أن تقول: ان من ذكر الله في القرآن من الجن والإنس والملائكة والمدائن ومكة والمدينة وغيرهما، وإبليس وفرعون وهامان وجنودهما والجنة والنار عاينتهم بأعيانهم في المصحف لان فرعون مكتوب فيه كما أن القرآن مكتوب ويلزمك أكثر من هذا حيث يقول في المصحف وهذا أمرٌ بين لأنك تضع يدك على الآية وتراها بعينيك {الله لا اله إلا هو الحي القيوم} البقرة ٢٥٥ فلا يشك عاقل بان الله هو المعبود وقوله {الله لا اله إلا هو الحي القيوم} هو قرآن.

<<  <   >  >>