للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: ما ورد في القدرة]

القدرة من صفات الله تبارك وتعالى الذاتية ومن أسماءه القادر والقدير والمقتدر، لكن القادر مقيدة مثل قوله: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم} الأنعام ٦٥، أما القدير فجاءت مطلقة مثل {وهو العليم القدير} الروم ٥٤، والمقتدر جاءت مطلقة {عند مليك مقتدر} القمر ٥٥، وكل هذا راجع إلى معنى واحد وهو القدرة.

قال ابن الأثير (القادر والمقتدر والقدير) القادر اسم فاعل من قدر يقدر، والقدير فعيل منه وهو للمبالغة، والمقتدر مفتعل من اقتدر وهو أبلغ. (١)

وهذه الصفة وردت في القرآن بصيغ القادر والمقتدر والقدير أكثر من اثنتي عشرة مرة، قال الإمام البيهقي: هو الذي له القدرة الشاملة والقدرة له صفة قائمة بذاته. (٢)

وقال الخطابي: القادر هو من القدرة على الشيء، يقال قدر يقدر قدرة فهو قادر وقدير، كقوله {وكان الله على كل شيء قديرا} الأحزاب ٢٧. ووصف الله نفسه بأنه قادر على كل شيء أراده لا يعترضه عجز ولا فتور.

وقد اتفق المسلمون وأهل الملل على أن الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء ولا يفوته مطلوب بل له القدرة الشاملة الكاملة.

ومعنى قدرة الله تعالى: قدرته على الفعل. والفعل نوعان: لازم، ومتعد، فالأفعال اللازمة هي تقوم بالفاعل ولا تتعدى إلى مفعول، وقد ذكر النوعان في قوله تعالى {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} الحديد ٤، قال شيخ الإسلام: الاستواء والأتيان والمجيء والنزول ونحو ذلك أفعال لازمة لا تتعدى إلى مفعول بل هي قائمة


(١) النهاية لابن الأثير (٤/ ٢٢).
(٢) الاعتقاد للبيهقي صـ ٦٣.

<<  <   >  >>