للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: ما ورد في العلو]

علو الله تبارك وتعالى من الصفات الذاتية فالله تبارك وتعالى عالٍ على كل شيء علواً شاملاً، وماذكرناه سابقاً من استواءه على العرش فهو علو خاص فالعلو من الصفات الذاتية من وجه والفعلية من وجه والأدلة عليه من الكتاب والسنة والعقل والفطرة وقد آمن بذلك الصحابة ولم يتوهموا ان الله متحيز في جهة ولا يلزم ذلك من كونه فوق تبارك وتعالى وتقدس وقد خالف في ذلك الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم فأولوا نصوص العلو وتكلفوا فيها إلى علو القدر والمكانة والفوقية بالقهر والقدرة (١)

والأدلة التي ساقها الإمام البخاري هي أدلة اهل السنة والجماعة من السلف الصالح فقال رحمه الله: باب قول الله {تعرج الملائكة والروح اليه} والعروج هو الصعود كما فسره (٢) البخاري في قوله تعالى {من الله ذي المعارج} يقال ذي المعارج الملائكة تعرج إلى الله وكذلك فسر رحمه الله المعارج في سورة الزخرف {لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج} الزخرف ٣٣ قال وهي درجٌ فعروج الملائكة إلى فوق كما قال الراغب (العروج ذهاب إلى فوق) (٣)

ثم قال البخاري رحمه الله: وقوله تعالى {اليه يصعد الكلم الطيب} وساق اثر مجاهد رحمه الله وهو: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب وقد وصله بالاسناد ابن جرير والبيهقي رحمهما الله. ولفظه عند ابن جرير: الكلام الطيب ذكر الله والعمل الصالح آداء فرائضه فمن ذكر الله


(١) انظر موقف المتكلمين من الاستدلال بالنصوص للغصن ٢/ ٥٣٠
(٢) ذكر ذلك في كتاب التفسير (الزخرف، المعارج)
(٣) المفردات للراغب الأصفهاني ص ٣٢٩

<<  <   >  >>