للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حسن جمعها مشاكلة للفظ كقوله تعالى {تجري باعيننا} القمر ١٤ وقوله {واصنع الفلك باعيننا} هود ٣٧ (١) ومايذكره المفسرون من تفسير لمعاني الآيات التي يستشهد بها على اثبات صفة العين لا يلزم منه انكار هذه الصفة فقوله {واصنع الفلك باعيننا} بان معناها: بمراى منا وحراستنا وحفظنا لك وقوله {ولتصنع على عيني} بمعنى لتربى بمراى ومنظر مني، وقوله: {فانك باعيننا} أي بمراى منا وتحت كلاءتنا (٢) فهذه المعاني معانٍ صحيحة وهي بماذكر دالة على اثبات العين اذا انها تصح نسبة العين إلى ما ليس من شأنه ان يكون له عين والسياق بيّن ذلك بمن اضيفت اليه، كما قال ابن جرير تجري باعيننا (تجري السفينة التي حملنا نوحاً فيها بمراى منا ومنظر (٣) هذا الذي فهمه السلف ومنهم البخاري رحمه الله، ثم استشهد رحمه الله باحاديث الدجال وفيه (ان ربكم ليس باعور) و (ان الله ليس باعور). قال الدارمي في رده على بشر المريسي " ففي تأويل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ان الله ليس باعور " بيان انه بصير ذو عينين خلاف الاعور ". (٤)

قال ابن المنير " وجه دلالة الحديث على اثبات العين لله من جهة ان العور عرفاً عدم العين وضد العور ثبوت العين فلما نزعت هذه النقيصة لزم ثبوت الكمال بضدها وهو وجود العين (٥)، وعلى هذا نثبت العينين لله تبارك وتعالى كما قال ابن خزيمة " بين النبي - صلى الله عليه وسلم - ان لله


(١) مختصر الصواعق ص ٢٤
(٢) تفسير البغوي ٢/ ٣٨٢ و ٣/ ٢١٧ و ٦/ ٤٣٨
(٣) تفسير الطبري ٢٧/ ٦٤
(٤) الرد على بشر المريسى ص ٤٠٦
(٥) الفتح ١٣/ ٤٠١

<<  <   >  >>