للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - دعاء مسألة لله.

وكلاهما عبادة لله تبارك وتعالى.

فدعاء مسألة وطلب ودعاء ثناء وهذا بيّن باستقراء النصوص، فدعاء الثناء هو: التعبد لله سبحانه والثناء عليه بأسمائه الحسنى.

ودعاء العبادة يقتضي أن يتعبد العبد لله سبحانه وتعالى بمقتضى الأسماء، فلابد أن تؤثر عليه ظاهراً وباطناً فإذا علم العبد سَمْعَ الله، وعلمه، وبصره، وأنه السميع العليم البصير لا يخفى عليه شيء وأنه يعلم السر وأخفى يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله. (١)

وأما دعاء المسألة بالنسبة للأسماء الحسنى فهو سؤال الله في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب والتوسل إلى الله بالأسماء في الدعاء، فيقول الداعي اللهم اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وتب عليَّ يا تواب وارزقني يا رزاق ونحو ذلك.

وبيان ذلك في قوله تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} آل عمران ٨.

وفي تمثل الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث علم عائشة -رضي الله عنها- ما تدعو ربها به في تحريها لليلة القدر أن تقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. (٢)

وهنا لابد من التنبيه على أن ما يدخل في باب الإخبار عن الله تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه والشارع فإن هذا يخبر عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العلى.


(١) مفتاح دار السعادة لابن القيم ٢/ ٩٠ بتصرف.
(٢) الترمذي باب ٨٩ ح ٣٥٨ وقال حسن صحيح ٥/ ١٩٥، وانظر أسماء الله للغصن صـ ١٢٦.

<<  <   >  >>