للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونقل الحافظ عن الإمام نعيم بن حماد قوله في كتاب الرد على الجهمية " دلت هذه الأحاديث على أن القرآن غير مخلوق إذ لو كان القرآن مخلوقاً لم يستعذ بها، إذ لا يستعاذ بمخلوق، قال تعالى {فاستعذ بالله} الأعراف ٢٠٠، وقال عليه الصلاة والسلام (فإذا استعذت فاستعذ بالله). (١)

وفيه الرد على من قال إن أسماء الله مخلوقه وكلامه مخلوق، كما نقل عن الجهمية. ووجه الرد أنها لو كانت غيره لما جازت الاستعاذة بها، والسؤال واضح في أحاديث الباب والاستعاذة تفهم من حديث جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا.

وقد نبه على هذه المسائل البخاري في - خلق أفعال العباد- خاصة أن الاستعاذة بها فيه أن كلام الله غير مخلوق وأن سواه خلق (٢) وقال فيه: باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بكلمات الله لا بكلام غيره.


(١) فتح الباري ١٣/ ٣٩٣. وبهذا قال صاحب الأبواب والتراجم للبخاري ٦/ ٣٣٦.
(٢) خلق أفعال العباد ٩٦.

<<  <   >  >>