للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الامم قبلنا وإلى الله نشكو ما اوهمت هذه العصابة من عرى الاسلام واليه نلجأ وبه نستعين. ثم ساق أدلة العرش وذكر مناقشته لرجل منهم قال أنه يؤمن بالعرش لأنه مذكور في القرآن فالزمه رحمه الله بقوله اتقرون ان لله عرشاً معلوماً موصوفاً فوق السماء السابعة تحمله الملائكة والله فوق كما وصف نفسه بائن من خلقه؟ فأبى ان يقربه كذلك وتردد في الجواب وخلط ولم يصرح ثم قال رحمه الله: فقال لي زعيم منهم كبير لا ولكن لما خلق الله الخلق يعني السموات والارض وما فيهن سمىّ ذلك كله عرشاً له واستوى على جميع ذلك كله (١)

وقد جاء على لسان صحابة رسول الله ايمان بالعرش وان الله مستو عليه بكل تسليم، قال الصحابي عبد الله بن رواحة: "

وان العرش فوق الماء طافٍ: . وفوق العرش رب العالمين

وتحمله ملائكة شداد.: . ملائكة الإله مسومينا (٢)

وهكذا سلف الامة نظروا في هذه النصوص فآمنوا بها ولم يؤلوها ولم ينكروها. قال الإمام أحمد " ولله عز وجل عرش وللعرش حملة يحملونه والله عز وجل على عرشه (٣)

ومثله ابن ابي زمنين (٤): قال: ومن قول اهل السنة ان الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ثم استوى عليه كيف شاء (٥)


(١) الرد على الجهمية للدارمي ص ٢٦٣، ٢٦٤ باختصار
(٢) سير اعلام النبلاء للذهبي ١/ ٢٣٨
(٣) طبقات الحنابلة ١/ ٢٩
(٤) محمد بن عبدالله بن عيسى المري، فقيه مالكي من الوعاظ الأدباء، له كتب كثيرة في السنة وتفسير القرآن (ت ٣٩٩ هـ) الأعلام (٦/ ٢٢٧).
(٥) الفتاوى لابن تيمية ٥/ ٥٤

<<  <   >  >>