للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: مسألة خلق القرآن:

أول ظهور لهذه المسألة وهذه الفتنة كان في أواخر عهد بني أمية على يد الجعد بن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان فنسبت إليه، وفي أوائل العهد العباسي في بداية القرن الثالث أثار هذه المسألة بشر المريسي وأخذها عنه ابن أبي دؤاد (١) والذي كان قاضياً للمأمون فاستغل السلطة السياسية التي أجبرت الناس على هذا القول، قال الذهبي - وكان المأمون يجل أهل الكلام ويتناظرون في مجلسه (٢) وقد خاض معركة شرسة مع أئمة السنة لجعل هذه المسألة عقيدة عامة المسلمين بل وتدرس في الكتاتيب ولا يخفى مقام الإمام أحمد في هذه المسألة وخلف المأمون المعتصم الذي زاد على أخيه بتعذيب الأئمة في ذلك ثم خلفه ابنه الواثق - الذي نهج نهج من سبقه ثم كشف الله الغمة بأخيه المتوكل وقطع داء هذه الفتنة واعز الله به أهل السنة وكان ذلك كله في حياة الإمام البخاري يشهده ويعاصره إذ بداية هذه المسألة كانت سنة ٢١٨ هـ حتى سنة ٢٣٣، وقد توفى البخاري رحمه الله سنة ٢٥٦ هـ.

وقد انقسم الناس عند ظهور هذه الفتنة إلى أربعة أقسام:

١ - أهل الحق وأهل السنة والجماعة الذي قالوا: إن القرآن كلام الله غير مخلوق.

٢ - الجهمية والمعتزلة ومن سار على طريقتهم قالوا القرآن مخلوق.

٣ - الواقفة وهم فئة قالت: لا نقول مخلوق ولا غير مخلوق.

٤ - اللفظية: الذين قالوا: كلام الله غير مخلوق وألفاظنا به مخلوقة.


(١) يذكر ابن الاثير: ان الجهم أخذ ذلك عن ابان ابن سمعان عن طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وكان يقول بخلق التوراة) الكامل في التاريخ ٧/ ٧٥ فهذه سلسلة يهود وضلال والله المستعان!
(٢) سير اعلام النبلاء ١٠/ ٢٨٥

<<  <   >  >>