للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - المراد بالإحصاء قراءة القرآن كاملاً، فإذا ختمه كان كمن أحصى الأسماء في أثناء الآيات أو فكأنه قال، من حفظ القرآن، قراءة فقد استحق دخول الجنة. (١)

٥ - قال الإمام ابن القيم - رحمه الله- مبيناً معنى الإحصاء وأنه شامل لثلاثة أمور،

الأول: إحصاء ألفاظها وعدها أو الإحاطة بها لفظاً.

الثاني: فهم معانيها ومدلولها.

الثالث: دعاء الله سبحانه وتعالى بها والتعبد بمقتضاها. (٢)

وقال ابن بطال رحمه الله، " والإحصاء يقع بالقول وبالعمل، فالذي بالعمل أن لله أسماء يختص بها كالأحد والقدير، فيجب الإقرار بها والخضوع عندها، وله أسماء يستحب الإقتداء بها في معانيها كالكريم والعفو فيستحب للعبد أن يتحلى بمعانيها ليؤدي حق العمل بها، فبهذا يحصل الإحصاء العملي، وأمّا الإحصاء القولي فيحصل بجمعها وحفظها والسؤال بها ولو شارك المؤمن غيره في العدد والحفظ فإن المؤمن يمتاز عنه بالإيمان والعمل بها. (٣)

والإمام البخاري - رحمه الله- بوب بقوله، " باب (إن لله مائة اسم إلا واحدة) ثم أورد الحديث (إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة)، ثم أورد الآية (أحصيناه) يس ١٢، وقال إن معناها حفظناه ".


(١) شأن الدعاء صـ ٢٩، تفسير الأسماء الحسنى للزجاج صـ ٢٢ - ٢٤.
(٢) بدائع الفوائد ١/ ٦٤.
(٣) الفتح ١٣/ ٣٩٠.

<<  <   >  >>