للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورد ابن القيم أن القائلين بالاشتقاق ليس هذا مقصودهم، وإنما أرادوا أنه دال على صفة له تعالى وهي الإلهية كسائر أسمائه الحسنى كالعليم والقدير وغيرها، فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب، وهي قديمة والقديم لا مادة له. (١)

وقال: القول الصحيح أن الله أصله من الإله كما قال سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ (٢)، وهو علم على الله تبارك وتعالى لا يسمى به غيره.

ورحم الله سيبويه حين سئل عنه، فقال: الله: أعرف المعارف.

٢: الرحمن

ورد هذا الاسم في القرآن الكريم نحوا من (٧٥) مرة.

والرحمة هي الرقة والتعطف، ورحمن أشد مبالغة من رحيم، وإن كانا مشتقين من الرحمة؛ لأن بناء فعلان أشد مبالغة من فعيل ونظيرهما نديم وندمان، وقوله الرحمن يجمع كل معاني الرحمة من الرأفة والشفقة والحنان واللطف والعطف. (٣)

ويروى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {هل تعلم له سمياً} مريم ٦٥، قال ليس أحدٌ يسمى الرحمن غيره. (٤)

وقال - صلى الله عليه وسلم -: قال الله عز وجل: " أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي (٥) ".


(١) بدائع الفوائد ١/ ٢٢ - ٢٣.
(٢) المصدر السابق.
(٣) تفسير الطبري ١/ ٥٧، التوحيد لابن منده ٢/ ٤٧.
(٤) تفسير الطبري ١٦/ ١٠٦.
(٥) الإمام أحمد ١/ ١٩١ من حديث عبد الرحمن بن عوف، أبو داود ١٦٩٥ وهو صحيح بطرقه.

<<  <   >  >>