للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١)

السابع: نكاح المقت

قال ابن عرفة, كانت العرب إذا تزوج الرجل امرأة أبيه فأولدها؛ قيل للولد المقتي وأصل المقت البغض, من مقته يمقته مقتا فهو ممقوت ومقيت, فكانت العرب تقول للرجل من امرأة أبيه مقيت, فسمى تعالى هذا النكاح مقتا, إذ هو ذا مقت. (٢) وكان ذلك جائز قبل الإسلام, حكاه السهيلي عن ابن العربي. (٣) وقد ذكر في ترجمة منظور (٤) بن زبان بن سيار أنه كان ... ممن تزوج امرأت أبيه, وفرق بينهما عمر ابن الخطاب في خلافته. (٥)

الثامن: نكاح المتعة

ونكاح المتعة، أن يقول الرجل لامرأة: متعيني نفسك بهذه العشرة من الدراهم، مدةَ كذا فتقول له متعتك نفسي. (٦) ونكاح المتعة كان في الجاهلية، واستمر في بداية الإسلام, ثم حُرم.

التاسع: نكاح الخدن

الخدن والخدين, الصديق, والصاحب المحدث, والجمع أخدان وخدناء ... وكانوا في الجاهلية لا يمتنعون من خدن يحدث الجارية ... والمخادنة المصاحبة وفي التنزيل العزيز:

{مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} يعني أن يتخذن أصدقاء. (٧) قال الداوودي:


(١) أخرجه الدارقطني في سننه في كتاب النكاح ٢/ ٢١٨ برقم ٣، وقال نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك ٧/ ٩٢، ط، دار الفكر، بيروت لبنان، تأريخ الطبع ١٤١٤ هـ وتكملة الحديث قال فدخل عيينة بن حصن الفزاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فدخل= =بغير إذن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عيينة فأين الاستئذان فقال يا رسول الله ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت قال من هذه الحميرا التي إلى جنبك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه عائشة أم المؤمنين قال أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق فقال يا عيينة إن الله حرم ذلك قال فلما أن خرج قالت عائشة يا رسول الله من هذا قال أحمق مطاع وإنه على ما ترين لسيد قومه".
(٢) تفسير القرطبي ١٠/ ٢٣١، الجامع لأحكام القرآن، محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج القرطبي أبو عبد الله، ط، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الخامسة، تأريخ الطبع ١٤١٧ هـ ١٩٩٦ م.
(٣) تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، م ٢ / ج ٣ صـ ١٧٧، لإبن حجر الغسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ هـ ط، دار المعرفة، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، تأريخ الطبع ١٤٠٦ هـ ١٩٨٦ م، تحقيق عبد الله هاشم اليماني
(٤) هو منظور بن زبان بن سيار بن عمرو - وهو العشراء بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي ابن مازن بن فزارة الفزاري وهو الذي تزوج امرأة أبيه فأنفذ إليه النبي صلى الله عليه وسلم خال البراء ليقتله. وهو جد الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لأمه أمه خولة بنت منظور وهي أيضا أم إبراهيم بن محمد بن طلحة ذكره ابن ماكولا هكذا، ولو لم يكن مسلما لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله لنكاحه امرأة أبيه ولكان قتله على الكفر وكان منظور سيد قومه وهو أحد من طال حمل أمه به فولدته بعد أربع سنين فسمى منظورا لطول ما انتظروه وقصته مع أبي بكر وعمر ثم مع الحسن بن علي تدل على أنه عاش إلى خلافة عثمان والله أعلم انظر الإصابة في تمييز الصحابة ٣/ ٤٤١.
(٥) الإصابة في تمييز الصحابة ٣/ ٤٦٢، لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ط، دار صادر مطبعة السعادة، بجوار محافظة مصر، الطبعة الأولى، تأريخ الطبع ١٣٢٨ هـ
(٦) أنيس الفقهاء ١/ ١٤٦
(٧) لسان العرب ٤/ ٤٢

<<  <   >  >>