للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القسم الأول: القائلون بالجواز

لم أطلع على قول للإمام أبي حنفية في هذه المسألة, إلا ما ذكره ابن تيمية (١) في الفتاوى من نسبة الترخيص لأبي حنيفة في هذا النكاح, حيث قال:

وأما إذا نوى الزوج الأجل, ولم يظهره للمرأة, فهذا فيه نزاع يرخص فيه أبو حنيفة, والشافي, ويكرهه مالك, وأحمد. (٢)

وممن أجازه كذلك, الإمام زفر رحمه الله تعالى، (٣) حيث قال: أما لو تزوج وفي نيته أن يطلقها بعد مدة نواها صح (٤).

وممن قال بجوازه أيضاً, الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى, حيث جاء في المنتقى شرح الموطأ ما نصه " ومن تزوج امرأة لا يريد إمساكها ألا أنه يريد أن يستمتع بها مدة، ثم يفارقها, فقد روى محمد عن مالك أن ذلك جائز، وليس من الجميل، ولا من أخلاق الناس) " (٥)

إلا أنه يفهم من قوله وليس من الجميل، ولا من أخلاق الناس، كراهته لذلك, وهذا ما صرح به ابن تيمية في نقله عنه، ونسبة الكراهة له كما سبق.


(١) هو أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ثم الدمشقي, الإمام الفقيه , والمجتهد الحافظ , والمفسر البارع ,شيخ الإسلام وعلم الأعلام , رزقه الله قوة الإدراك والفهم , وسرعة الحفظ , وكان بطيء النسيان حتى ذكر جماعة أنه لم يكن يحفظ شيئاً فينساه , ولد سنة ٦٦١ هـ , وتوفي في سجن القلعة بدمشق سنة ٧٢٨ هـ انظر المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد لبرهان الدين بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن مفلح، المتوفي سنة ٨٨٤ هـ، ط، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى، تأريخ الطبع، ١٤١٠ هـ، ١٩٩٠ م.
(٢) مجموع الفتاوى ٣٢\ ١٠٨
(٣) هو زفر بن الهذيل العنبري، الفقيه المجتهد الرباني، العلامة أبو الهذيل بن الهذيل بن قيس بن سلم.: ولد سنة عشر ومئة، وحدث عن الاعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي حنفية، ومحمد بن إسحاق، وحجاج بن أرطاة، وطبقتهم قال أبو نعيم الملائي: كان ثقة مأمونا، وقع إلى البصرة في ميراث له من أخته، فتشبث به أهل البصرة، فلم يتركوه يخرج من عندهم.: هو من بحور الفقه، وأذكياء الوقت. تفقه بأبي حنيفة، وهو أكبر تلامذته، وكان ممن جمع بين العلم والعمل، وكان يدري الحديث ويتقنه. قال علي بن مدرك، عن الحسن بن زياد الفقيه، قال: كان زفر، وداود الطائي متواخيين، فأما داود فترك الفقه وأقبل على العبادة، وأما زفر، فجمعهما. وقال الحسن بن زياد اللؤلؤي: ما رأيت فقيها يناظر زفر إلا رحمته. مات زفر سنة ثمان وخمسين ومئة انظر سير أعلام النبلاء ٨/ ٣٨، شمس الدين محمد ين أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ هـ ط، مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، تأريخ الطبع ١٤٠٩ هـ ١٩٨٨ م. وانظر الأعلام للزر كلي ٣/ ٤٥.
(٤) فتح القدير مع حواشيه ٣\ ٢٣٨ ... ٢٤١ للإمام محمد بن عبد الواحد السيوطي ثم السكندي المعروف بابن الهمام الحنفي المتوفى سنة ٦٨١ هـ ط، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، تأريخ الطبع ١٤١٥ هـ ١٩٩٥ م.
(٥) المنتقى شرح الموطأ ٥\ ١٤٢، لأبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد ين أيوب الباجي المتوفى سنة ٤٩٤ هـ، ط، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، تأريخ الطبع ١٤٢٠ هـ ١٩٩٩ م.

<<  <   >  >>