للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكون لها أسنمة لتحقق مشابهتها حينئذ للإبل, وعن ابن حبيب أن البقر والإبل [٢١٣/ب] تشعر وإن لم تكن لها أسنمة, وأما الغنم فلا تشعر باتفاق, والمشهور أنها لا تقلد خلافاً لابن حبيب, ودليله ما رواه مسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت: أهدى النبى صلى الله عليه وسلم مرة إلى البيت غنماً فقلدها.

ابن رشد: والاختيار البداية بالتقليد قبل الإشعار؛ لأنها تكون أسكن للتقليد. وقوله: (وَمِنْ سُنَّةِ الْهَدْيِ) يريد أن ذلك خاص بالهدى دون فدية الأذى.

وَالتَّقْلِيدُ تَعْلِيقُ نَعْلٍ فِى الْعُنُقِ, وَقِيلَ: مَا تُنْبتُهُ الأَرْضُ, وَقِيلَ: مَا شَاءَ, وَتُجْتَنَبُ الأَوْتَارُ

قوله: (تَعْلِيقُ نَعْلٍ) هذا يجزئ والأفضل نعلان. قاله فى المدونة والموطأ وغيرهما.

وقوله: (وَقِيلَ: مَا تُنْبتُهُ الأَرْضُ) فيه نظر.

وههنا مسألتان:

الأولى: استحباب تعليق نعلين والواحدة تجزئ.

والثانية: بم يعلق به؟ ابن بشير: والمشهور استحباب التعليق بما تنبته الأرض. وقال ابن حبيب: لا مزية له على غيره. واختاره اللخمى لما فى بعض طرق الحديث المتقدم أن قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت من عهن.

مالك: وأحب إلى أن يفتل فتلاً؛ لحديث عائشة رضى الله عنها. وقوله: (وَتُجْتَنَبُ الأَوْتَارُ) لما يخشى أن تتعلق بشئ فتؤذى الهدى لرقتها وقوتها. الباجى: وقول مالك: "أحب إلى ما تنتبه الأرض" لعله أراد به أحب إليه من الأوتار التى هى من القعب والجلد, وإن كان العهن أحب إليه, ويحتمل أن يريد أن نبات الأرض أحب إليه من ذلك كله, وحمل حديث النبى صلى الله عليه وسلم على الجواز. وحكى فى الجواهر قولاً بكراهة التقليد بالنعال والأوتار. وفى ابن بشير: ولا يقلد بالنعال ولا بالأوتار.

<<  <  ج: ص:  >  >>