بالشيء، وتخلطه به، تقول: هَزِئ يَهزَأ هُزْءا، وهُزُوءا، فهو هازئ. وقد يُبنى أيضا على بناء تفعلت واستفعلت، للمبالغة، فيقال: تهزأت به واستهزأت. وقال الله عز وجل:(أَبِاللَّهِ وآيَاتِهِ ورَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ) وقال [تعالى] أيضاك (إنَّا مَعَكُمْ إنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (١٤) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ). واسم الفاعل من هزئت: هازئ. ويقال: رجل هُزَأة، بفتح الزاي، على مثال فُعَلَة؛ إذا كان يكثر الاستهزاء بالناس. ورجل هُزْأة، بسكون الزاي؛ إذا كان مضعوفا، يستهزأ به.
وأما قوله: نصحت له؛ فقد/ مضى تفسيره في أول الباب. وكذلك شكرت له وفرقنا أيضا بين: حمدته، وأحمدته، وبينا معنى قوله: نسأ الله في أجله.
وأما قوله: اقرأ على فلان السلام، فهو من قولك: قرأت القرآن، وقرأت الكتاب، وتفسيره: جمعت وضممت بعضه إلى بعض، وتلوت، ونحو ذلك. فالسلام ههنا مفعوله الذي يتعدى إليه هذا الفعل، كما يتعدى إلى القرآن والتوراة والإنجيل والكتاب ونحو ذلك. ثم قيل بعد المفعول: على فلان؛ فأدخلت فيه "على" لتعديته إلى مفعول ثان؛ لأنه لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد. وكل فعل عدي إلى أكثر من مفعوله، لم يكن له بد من حرف جر، يضاف به إليه. وإن شئت حذفت منه "على" كما حذفت حرف الجر من: كلته ووزنته إذا لم يلبس، وكثر استعماله، وإن شئت فتحت الألف؛ فقلت: أقرئ فلانا السلام؛ لأنك نقلت فعله من فَعَل إلى أفعل، فعديته بالأف، واستغنيت عن "علي" على ما قدمنا شرحه، وهو قول العامة.
وأما قوله: زريت عليه، إذا عبت عليه فعله، وأزريت به، إذا قصرت به، فكله من العيب، غلا أن بين فعلت منه وأفعلت فرقا. وذلك أن زريت عليه معناه أنكرت عليه أو عبت عليه فعله؛ ولذلك عدي بعلى؛ لأنه غير متعد بنفسه، أي ليرجع. ومستقبله: أزرى به؛ بفتح أوله، وكسر الراء؛ فإنه زار عليه زريا. ويروى للنابغة:
نبئت "نعما" على الهجران زارية نفسي فداء لذاك العائب الزاري