فيوصف به؛ لأنه اسم، وليس بصفة، وتحصنه: تكلفه لأن يكون فحلاً. وأما تحصينه، فتصيير أهله إياه حلا؛ أي يحبسونه للفحلة وذلك لكرمه وعتقه. وكل هذا في معنى إحراز الشيء وحفظه؛ ولذلك قيل للحصن، الذي يتحرز فيه حصن.
وأما قوله: عدل عن الحق، إذا جار، عدولاً. وعدل عليهم عدلا ومعدلة ومعدلة؛ فإن العدل/ في الأصل: النصفة، وأخذ الحق، وإعطاؤه، والتسوية في الوزن وغيره. وفعله: عدل يدل، مثل وزن يزن، ثم يفرق بين المعاني، بتعدية الفعل، أو منعه من التعدي، أو بأن يعدي بنفسه، أو بحرف جر، أو بأن يخالف بين حروف الجر فيه، لاختلاف المعاني؛ فإنما قيل عدل عن الحق، فعدى إلى الحق بعن؛ لأنه بمعنى زال عن الحق، أو زاغ عنه، أو مال عنه، فعدى بالحرف الذي تتعدى به هذه الأفعال المضارعة معناه معانيها وجعل مصدره فيه العدول، كمصدر قولهم: خرج عن الشيء خروجا؛ لأنه خرج عن العدل والنصفة والحق.
وأما قوله: عدل عليهم عدلا ومعدلة، فمعناه عطف عليهم وتحنن ومن عليهم، ونحو ذلك؛ من الإحسان والأفعال التي تعدى بعلى، فعدى لذلك بعلى، وهو ايضا ضد جار عليهم جورا، وجار يعدي بعلى، فأجري مجرى ضده، وجعل مصدره: العدل والمعدلة؛ فرقا بينه وبين مصدر الأول في البناء، لما كان لفظ فعلهما واحدا في البناء، وكمصدر ضده؛ وهو الجور.
وأما قول؛ قربت منه أقرب قربا. وما قربتك ولا أقربك قربانا. وقربت الماء أقربه قربا؛ فإن أصل هذا كله من القرب وهو الدنو من الشيء ولكن فرق بين أمثلة الفعل منه وبين أمثلة المصادر؛ لما فيها من اختلاف الفاعلين والمفعولين، وزيادة المعاني على ما شرحناه في غيره، فقيل: قربت منك، وبنى على مثال فعل يفعل، بضم عين الماضي والمستقبل منه؛ لإرادة معنى المبالغة في الدنو، كما يقال: ظرف يظرف، فقيل: هو قريب وقيل في مصدره: القرب، على فعل، كما قيل في مثل الحسن: / القبح والحصن والخبث.
وأما قوله: ما قربتك ولا أقربك قربانا، فبنى على فعل، بكسر العين في الماضي، وفتح