للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص:

شبت الحرب فأعددت لها مشرف الحارك محبوك الثبج

وأما قوله: شاة ساح، وقد سحت تسح سحوحة، وسح المطر إذا صب، يسح؛ فالأصل في كل ذلك واحد، لأن المعنى فيهما الانصباب والكثيرة، من الشحم والماء وغيرهما. وإنما قيل: شاة ساح، لأنها شديدة السمن، كأنها يسيل دسمها، وقيل في فعلها: سحت، وهو على فعل، بكسر العين من الماضي، بوزن: سمن، ولكن حذفت الكسرة، لتدغم العين في اللام، ومستقبله: يسح، بفتح العين على القياس، وهو فعل لا يتعدى، وهذا المثال من/أبنيته؛ ولذلك جاء مصدره على فعولة، فقيل: سحوحة، كما شرحنا في باب الفعولة؛ لأنها نظيرة للفعالة، وزعم "الخليل" أنه لا يقال ساحة بالهاء في ذلك؛ لأنها إنما تمدح بالحال التي هي عليها من السمن؛ لا أنها سوف يكون فيها.

وأما سح المطر، فهو في الأصل مفتوح العين من الماضي، ومكسورها من المستقبل، وقد يضم أيضا على ما شرحنا من قياس نظائره، وهو فعل متعد، يقال: سح السحاب المطر، أي صبه، وسح المطر الأودية، أي أسالها، وليس معنى انصب، وقد قال امرؤ القيس في بيان ذلك:

فأضحى يسح الماء من كل [فيقة] يكب على الأذقان دوح الكنهبل

<<  <   >  >>