ولذلك كان اسم الفاعل منه على فعيل، وهو: طويل، مثل القصير، ومثل عريض من قولك: عرض يعرض، وهو خلاف العرض.
وأما قوله: لا أكلمك طوال الدهر، فإن الطوال/ بفتح الطاء على مثال فعال هو: مدى الدهر، يال: لا أتيك طوال الدهر، أي أبد الدهر، ومدى الدهر ودوام الدهر، وهو مما لا يثنى ولا يجمع، وهو أبدا منصور على تأويل الظروف، وليس بمصدر، ولا وهو من هذا الباب. وأما ما ذكر من أنه يروى في بيت القطامى:
وإن بليت وإن طالت بك الطيل
والطول، فإن الطول ههنا: العصور والدهور ولذلك أنثها بقوله: وإن طالت. وأصل الطول: الحبل، سمي بذلك لطوله وامتداده، وأصله من الواو، وفيه يقول طرفع:
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطول المرخى وثنياه باليد
هو رسن الدابة الطويل. ويستعار في غير الحبل أيضا، إذا كان طويلا، فيقال للرجل: لقد طال طوالك، أي تماديك في الأمر، وتراخيك عنه، وقد طال عليه اطول، أي العمر والدهر. ومن العرب من يبدل الياء من الواو فيقول: الطيل، من أجل الكسرة التي قبل الواو، طلبا للتخفيف، وكثرة الاستعمال، لهذه الكلمة، وهو مثل قراءة من قرأ:(دِينًا قِيَمًا) بكسر القاف، وفتح الياء، على قياس قياما. وكما قالوا في الطوال جمع الطويل: طيال، وأنشدنا محمد بن يزيد:
تبين لي أن القماءة ذلة وأن أشداء الرجال طيالها
وأما قوله: رجل طويل وطوال، بضم الطاء، فإن الطوال، بضم الطاء صفة الطويل الأهوج الطول المضطربه. وأما الطوال، بكسر الطاء، فجمع للطويل وللطوال كليهما؛ لأنهما بوزن واحد في عدد الحركات والسكون، وإن اختلف المثالان./