للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما قوله: جيء به من حَسك وبَسك، يعني بفتح أوائلهما؛ فإنما ذلك لأنهما مصدران، والعامة تكسرهما، وذلك خطأ؛ لأنه ليس المعنى أن يجيء به حسه الذي تحس به الأشياء. وإنما الحس مصدر قولك: حسستهم حسا، وهو المبالغة في الحرب والقتل ونحو ذلك، والاستقصاء في الشيء. وأما البس فهو الرفق في حلب الناقة وغيرها. ومنه قولهم: "الإيناس قبل الإبساس" فإنما معنى جيء به من حسك وبسك، أي جيء به من كدك وراحتك وشدتك ورفقك ومن حيث أمكنك، تقول: حسه حسا، وبسه بسا.

وأما قوله: ثوب معافري؛ فإنما تقوله العامة بضم الميم، وهو خطأ؛ لأن المعافر بالضم ليس بشيء تنسب إليه الثياب. وإنما المعافر، / بفتح الميم اسم لقرى اليمن، وواحدها غير مستعمل على لفظها، بمنزلة محاسن وملامح والثياب التي تعمل بها وتجلب منها منسوبة إليها، ولو كان واحدها مستعملا لنسبت الثياب إليه، ولم تنسب إلى الجمع.

وأما قوله: هي الأسنان، فإنها جمع السن، التي تكون في الفم، والسن: اسم مفتوح الأول، على أفعال، وبها سميت السنون، فقيل: فلان على سن فلان. وهؤلاء ذوو أسنان واحدة. والعامة تكسر أول أسنان، على كسر السن، وهو خطأ.

وأما قوله: هي اليسار لليد، فإن اليسار شيئان؛ أحدهما: اليد اليسرى والعامة تكسر الياء في أوله، كما تكسر أول الشمال؛ لأنهما لمعنى واحد، والآخر: اليسار، من الغنى، والعامة تكسر الياء منه أيضا؛ لأنه بمعنى الغنى، وهو خطأ. والعرب تفتح الياء فيهما كليهما؛ لأن الكسرة تثقل في الياء، ولو كانت مما يكسر، لجاز فيها إبدال الهمزة من الياء، كما يقال: إسادة وإشاح، في وسادة ووشاح.

وأما قولهم: هو السميدع، بالفتح، قال: ولا تضمن السين؛ فالسميدع من الرجال:

<<  <   >  >>