للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورمح خطي. وذكر "الخليل" أنهم إذا جعلوا الخطية اسما للرماح لازما، ولم يصفوا به كسروا الخاء، فقالوا: الخطية، كما قالوا: ثياب قبطية بالكسر، فإذا جعلوها اسما قالوا قبطية، بالضم؛ فغيروا الاسم، وهذا حسن. وأما العامة فتكسر: الخطية في كل حال، وهو خطأ. وقال الشاعر:/

وهل ينبت الخطي إلا وشيجه وتنبت إلا في مغارسها النخل

وقال عمرو بن كلثوم:

بسمر من قنا الخطي لدن ذوابل أو ببيض يختلينا

وأما قوله: ما أكلت أكالا، ولا ذقت غماضا؛ فإن الأكال مثل الذواق، يقال: ما ذقت ذواقا، وما طعمت طعاما، وما شربت شرابا؛ فالذواق اسم ما يذاق، والطعام ما يطعم، والشراب اسم ما يشرب، والأكال اسم ما يؤكل، وكذلك الغماض في العين، مثل الذواق في الفم، وهو النوم القليل، مقدار ما تغمض عليه العين، ويسمى غمض العين من ذلك. وكذلك يقال: ما ذقت لماجا ولا شماجا ولا لماقا، وكل هذا مفتوح الأول، ولا يجوز كسر شيء منه ولا ضمه. وأسامي هذه المعاني كثيرة، على هذا المثال وغيره.

وأما قوله: ما جعلت في عين حثاثا، بالكسر عن الفراء. وقال غيره: هو مفتوح؛ فإن الحثاث: النوم الحثيث، أي الخفيف؛ فمن كسر الراء شبهه بالغرار، وهو: القليل من النوم. وفيه يقول الشاعر:

ما أذوق النوم إلا غرارا مثل حسو الطير ماء الثماد

<<  <   >  >>