وأما قوله: هي الجفنة، فإنه يعني التي يعجن فيها من الخشب. والعرب تثرد فيها للأضياف، كالقصعة من الخشب. والكرمة أيضا تسمى: جفنة، بالفتح على فعلة والعامة تكسر الجيم، وهو خطأ؛ لأنها ليست من المصادر، فيجوز فيها الوجهان وجمع الجفنة: الجفان والجفنات. وقال الله عز وجل:(وَجِفَانٍ كَالْجَوابِ).
وقال حسان:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحا وأسيا فنا يقطرن من نجدة دما
ومثله جفن السيف، بالفتح. والعامة تقوله بالكسر أيضا. وكذلك جفن العين وقال "الخليل": الجفن أيضا: نوع من العنب، بلغة اليمن. ويقال: بل الجفن والجفنة: قضيب من قضبان الكرم. ويقال: بل هو ورقة. وجفنة: قبيلة من غسان، كانوا ملوكا بالشام؛ وفيهم يقول حسان بن ثابت:
أولاد جفنة عند قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضل
وأما قوله: هي ألية الكبش، وتجمع على: أليات، وكبش أليان، ونعجة أليانة، ورجل آلي، وامرأة عجزاء؛ كذا كلام العرب والقياس: ألياء؛ فإن العامة تقول: هي إلية الشاة، بكسر أولها وإثبات الهمزة، وهم المتفاصحون منهم، وسائرهم يقولون: لية، بحذف الهمزة وتشديد الياء، وكلتاهما خطأ. والصواب فتح الهمزة وتسكين اللام وتخفيف الياء على وزن فعلة، وجمعها: أليات، بفتح اللام والهمزة مثل: تمرات، فإذا وصف الكبش بعظم الألية كانت صفته على فعلان، بفتح الفاء والعين جميعا على مثال الغليان والنزوان كما قال الشاعر:/