كأن عيون الوحش، حول خبائنا وأرحلنا الجزع، الذي لم يثقب
والجزع بالفتح أيضا مصدر قولك: جزعت الوادي والقارة جزعا، أي قطعته.
وأما قوله: والشف؛ الستر الرقيق، والثوب أيضا، والشف: الفضل؛ فإن المفتوح والمكسور منهما يرجعان إلى معنى واحد، ولكن قد فرق باختلاف الحركتين بينهما، فسمي المفتوح منهما بالمصدر، وسمي المكسور بغير المصدر. وقد قدمنا شرح معنى الشف قبل هذا الموضع، وهو: بلوغ الغاية في كل شيء، وأخذ الفضل منه. ومن ذلك قولهم:"إذا شرب اشتف"، أي لم يبق من الشراب شيئا في الإناء، وشرب شفافته. وفي الحديث:"الذهب بالذهب،/ والفضة بالفضة، مثل بمثل لا تشفوا بعضها على بعض". والشفوف: نحول الجسم. وإنما قيل للثوب الرقيق: شف؛ لفضله على الغليظ في الضوء، الذي يرى من ورائه. وليس يقال ذلك إلا لكل ثوب نفيس مع رقته؛ ويدل على ذلك قول عدي بن زيد:
زانهن الشفوف ينفحن بالمسـ ـك وعيش مفانق وحرير
وقال " الخليل": الشف، بالفتح من المهنأ، يقال: شف لك يا فلان، إذا غبطته بشيء قلت ذلك له.
وأما قوله: والدعوة في النسب، والدعوى إلى الطعام وغيره؛ فإن الأصل في ذلك واحد، وإن كانت الدعوة في النسب مكسورة الأول، وفي الدعوى إلى الطعام مفتوحة الأول؛