للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما قوله: والوقر: الحمل، والوقر: الثقل في الأذن، فإن الوجهين جميعا يرجعان إلى معنى واحد، وهو الثقل، إلا أنهم فرقوا بين الثقل على الظهر والثقل في السمع، بالفتح والكسر على نحو ما شرحنا، في سائر ما قدمنا. وقد مضى لنا شرح كثير من هذا الباب، فمن ثقل السمع قول الله عز ذكره: (كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وقْرًا). يقال: وقرت أذنه تقر وقرا. وقال الشاعر:

كم كلام سيء قد وقرت أذني عنه وما بي من صمم

والوقر، بالكسر: حمل بغل أو حمار أو جمل. وجمعه: الأوقار. وقد أوقرت الحمار إيقارا، أي حملت/ عليه وقرا تاما، وهو على وزن الحمل.

وأما قوله: واللحى، بفتح اللام، وثلاثة ألح، واللحية مكسور اللام. وجمعها: لحى، فإن أصلهما واحد. فأما اللحى، بالفتح بغير تأنيث، وهو عظم الفك الذي فيه الأضراس والأنسان، بلحمه وجلده، أو على الانفراد أيضا. وأما اللحية، بالكسر مع التأنيث، فاسم ما ينبت على الفك من الشعر على اللحيين جميعا. وجمعهما: لحى، بكسر اللام، على وزن فعل، مثل كسرة وكسر، على اللفظ. وفي لغة بعضهم: لحى، بضم اللام، كما قيل في جمع قرية: قرى؛ لأن الكسر والضم أخوان في الثقل، والاعتلال. وفي الحديث: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى". وأما الألحى جمع اللحى، المفتوح، فهو مثال أدنى العدد على أفعل، بضم العين، ولكن كسرت الحاء للياء التي بعدها، فإذا كثر فهي اللحاء، ممدود بكسر اللام، على فعال، والألحاء على أفعال، ولحي على مثال فعول، وتقلب واو فعول إلى الياء التي بعدها. وفي لغة: لحي بكسر اللام

<<  <   >  >>