والنعمة ههنا: المسرة، وفيها لغات، يقال: نعمة ونعم ونعمى، مضمومات الأول، ونعام عين، بالفتح.
وأما قوله: وأعط العامل أجرته، فهي أجر عمله وما يستحقه. قال الله تعالى:(فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ) فهذا من الباب الأول، وهو المقدار الذي يعمل به مثل اللعبة والغرفة. وقد تقدم شرح ذلك.
وأما قوله: وهي الذؤابة، فهذا صنف آخر، غير ما تقدم، وهو من باب ما يجيء من الأسماء على فالة، وهو اسم لجانبي الرأس إلى العنق، واسم لما عليها من الشعر المرسل والمضفر. والعامة تقولها: ذوابة، بالواو وفتح الأول، وهو خطأ، أخذوه من الجمع؛ لأن جمعها: ذوائب، بالفتح والواو وتخفيف الهمزة التي هي عين الفعل؛ لئلا تجتمع همزتان. ومن هذا قيل: تذأبت الريح إذا هبت من كل جانب. والذئب كلب البر سمي ذئبا؛ لأنه يتذأب من ههنا وههنا، فتراه مرة عن يمينك، ومرة عن شمالك، ومرة من خلفك؛ لخبثه. ومن هذا سميت ذئبة السرج والإكاف والقتب، وهو: ما تحت ملتقى الحنوين على منسج الدابة.
وأما قوله: وليس عليك طلاوة؛ فإن العامة تقولها طلاوة، بالفتح، وهو خطأ، وهي اسم للبهجة والحسن، يقال: هذا كلام عليه طلاوة، وعلى وجه فلان طلاوة، وعلى شعره وخطبته طلاوة.
وأما قوله: حجزة السراويل، وهي التي تقولها العامة: حزة، وذلك خطأ، وهي مأخوذة من قولهم: حجزت بين الشيئين، / والحاجز بينهما، وهي على بناء فعلة من أول الباب، وقد [قيل]: اللعبة، لما يلعب به؛ لأنه يحجز بها أيضا. وقال "الخليل": الحجزة حيث يثنى طرف الإزار في لوث الإزار. وقال النابغة: