للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يبق منه شيء. وهو بمنزلة قولهم: دبر الشيء وقبله وقدمه وآخره، وهن متقاربة المعنى. وهي تجيء بضمتين، وبضمة واحد. وإذا كان الشيء دبر الشيء، فهو/ بعده لا محالة، وهو في أثره. ومن هذا قولهم: أعقب الرجل إذا خلف ولدا، ولم يعقب، إذا لم يخلف. ومن هذا قول الله تعالى: (وخَيْرٌ عُقْبًا) أي عاقبة؛ لأن عاقبة الشيء بعده، وقال الراجز:

حتى أروح عقب الإصدار محيرا مسترخي الأزار

وأما عقب الشهر، فإنما يقال إذا بقيت منه بقية، وقد يكسر ثانيه، وهو الأصل ويسكن تخفيفا في لغة تميم، وجمعه الأعقاب أيضا، وهو مأخوذ من عقب الإنسان وهو: مؤخر قدميه، قال ذلك "الخليل". وقال أيضا: عقب الرجل: ولده، وولد ولده الباقون من بعده. وفلان لا عقب له؛ أي لا ولد له من بعد موته. وعقب يجمع على: الأعقاب. وقال حسان:

فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما

وفي حديث ابن عمر: "أنه سافر في عقب رمضان، فقال: إن الشهر قد تسعسع، فلو صمناه، أو صمنا بقيته". والعامة تفتح ذلك كله، وتسكن ثانيه.

وأما قوله: والدف: الجنب، والدف الذي يلعب به؛ فإن الدف بالفتح بوزن الجنب وهو الجنب، وهما جنبان ودفان. ويقال لهما: الدفتان أيض من كل حيوان. ومنه أخذت دفتا المصحف وغيره. قال الراعي:

ما بال دفك بالفراش مذيلا

<<  <   >  >>