وأضاف الفاعل إلى ضمير فاعله. ومن هذا قول الله عز ذكره:(والَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) ولكنه كلام فيه إيجاز واختصار وحذف، والمعنى: ثم يعودون إلى ما ظاهروا؛ لأن الذي قالوا إنما هو الظهار والتحريم، فكأنهم حرموا النساء على أنفسهم ثم عادوا إلى ما حرموا، وليس معناه أنهم يعودون إلى اللقول؛ لأن العود إلى ما قالوا أن يقوله ثانية، وهو إذا قال ذلك ثانية، فإنما ظاهر مرة أخرى، وليس في ذلك كفارة. وقد بين الله تعالى ذلك في قوله:(فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا) أي من قبل أن يتماسا، أي من قبل العود إلى المسيس، وليس المسيس بالظهار ثانية.
وأما قوله: شتان زيد وعمرو، وشتان ما هما، نون "شتان" مفتوحة وقال: قد قال الفراء بخفض النون، وإن شئت: قلت شتان ما بينهما؛ فإن "شتان" مصدر على فعلان، من قولك: شت القوم يشتون شتاتا. وشت شعبهم، إذا تفرقوا، وتشتتوا يتشتتون. ومنه قول الطرماح:
شت شعب الحي بعد التئام وشجاك الربع ربع المقام
وقال الراجز:
من يك ذابت فهذا بتي مقيظ مصيف مشتي
جمعتها من نعجات شت
وجمع الشت: أشتات. وإنما يجمع إذا نقل عن المصدر إلى الاسم أو الوصف، كما قال