الله تعالى:(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا) ويقال: أمور شتى للجماعة. وقال الله تعالى:(إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) على وزن فعلى، أي مختلف، فمنه السعي في الخير، ومنه السعي في الباطل. ومن هذا قيل للثغر/ المفلج: الشتيت. فإذا قلت: شتان زيد وعمرو، فكأنك قلت: شت زيد وعمرو، أي اختلفا، فأقمت المصدر مقام الفعل، وأضمرت الفعل، ورفعت زيدا وعمرا بذلك المضمر. ومن قال: شتان ما زيد وعمرو؛ فإنه جعل قوله:"ما" توكيدا والمعنى واحد، كما قال الأعشى:
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر
وكذلك قولك: شتان ما هما. والعامة تقول: شتان ما بينهما، وقد أجازه "ثعلب"- حمه الله- وكثير من النحويين يخطئون ربيعة الرقي في قوله:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم
وإنما اضطره الشعر إلى قوله:"بين اليزيدين" وكذلك: شتان ما بين فلان وما بين فلان لأن "ما" ههنا اسم بمعنى الذي، و"بين" صلته، وموضعه رفع. وشتان لا يكون إلا لاثنين أوجماعة، ولا يقال: شتان الرجل؛ لأن الواحد لا يتشتت، وقال الشاعر: