شتان هذا والعناق والنوم والمشرب البارد والظل الدوم
وقول "الفراء" في كسر نون شتان، إنما ذهب إلى المعنى، لما كان للاثنين، ظن أن "شتان" مثنى، فكسره، والعرب كلها تفتحه، ولم يسمع بمصدر مثنى، إلا إذا اختلف، فصار جنسين، وذلك أيضا قليل في كلامهم. ويلزم الفراء إن كان اثنين أن يقول فيه في موضع النصب والجر: شتين بالياء، وهذا لا يجيزه عربي ولا نحوي.
وأما قوله: قول: ما هو بضربة لازب، وبالميم إن شئت؛ فإن العامة تقوله بالميم. ومعناه: ليس بفرض لازم، ولا حق واجب. ومن قاله بالباء، فمعناه اللازق بالشيء اليابس، كما قال الله عز ذكره:(إنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ) وهو اللازق الشديد، الذي فيه غراوة ولزوجة. ومنه سميت اللزبة، وهي الشدة والجدب، والسنة القحطة وضيق العيش. وليس هذا بمثل، ولكنه كلام معناه كقول النابغة:
ولا يحسبون الخير لا شر بعده ولا يحسبون الشر ضربة لازب
والضربة ههنا ليس يراد بها الضرب، ولكن وجوب الحق، وهي مضافة إلى صفة قد أقيمت مقام الموصوف، كأن معناه: بضربة حق لازب.
وأما قوله:"هو أخوه بلبان أمه" فمعناه أنه رضع لبن أمه، يقال: لبن ولبان. ويجوز أن يكون اللبان جمع لبن، وأن يكون مصدر لابنته ملابنة ولبانا، إذا شاركته في الرضاع. وقال أبو الأسود الدؤلي يصف الخمر والنبيذ: