والرقة والصلابة واللين وغير ذلك؛ فلذلك سمي باسم آخر الشفة، لا للفرق بين البعير والإنسان كما توهموا. والمشفر مفعل من الشفر، أو من الشفير، على مثال ما في أول الميم الزائدة من الأدوات المستعملة والأصل من شفر العين، وشفر الفرج، وشفير الوادي والبئر، وخصت الإبل بذلك مع جواز استعارته للإنسان الغليظ الشفة، أو المشقوقها،/ كقولهم: إنه لعظيم المشافر، وإنه لمشفراني، وقيل للأذن الكبيرة: الشفارية، وقيل لضرب من اليرابيع: الشفاري. ويقال: ما بالدار شفاري، أي ما بها أحد وقال الفرزدق:
فلو كنت ظبيا عرفت قرابتي ولكن زنجيا عظيما المشافر
فجعل للإنسان مشفرا، لما غلظت شفته، وجمعه أيضا للمبالغة. وقد فرق بين الإبل وذوات الحافر مع اشتراكهما في البهيمية، وفي أكثر الخلقة فقيل لذوات الحافر: الجحفلة؛ لعدمها النعو والعلم اللذين يكونان في مشفري البعير، ولسبوغ خلق الجحفلة واستوائها وغلظها، لا للفرق بين الخف والحافر، كما لم يقل: مشفر البعير من أجل خفة. واشتقت الجحفلة من الجيش الكثير، فإنه يسمى جحفلا. وقد تستعار الجحفلة للإنسان وغيره على التشبيه. ويوضح ذلك تسميتهم الجيش بالجحفل. وخولف بين ذوات