الأظلاف، وهي البقر والغنم وأما أشبههما، وبين ذوات الخف والحافر أيضا؛ لاختلاف صور ذلك منها، وتباين الخلق والأفعال، فقيل له: مقمة، على مثال مفعلة من القمام؛ لأنها تقتم وتقمم، لا لأنها ذات ظلف، ومن هذا قيل قمة الرأس، وكذلك المرمة مفعلة من الرمة، لأنها ترم، أي تجمع وتلف ما قد رم من حشيش ونحوه بفيها، والرميم منه، وهو البالي من كل شيء فتأكله. ولو فعل إنسان مثل فعل البقرة والشاة بالقمام والرمة لقيل: قد ارتم واقتم وتقمم، كما يقال للبهيمة. ولو أشبه فم إنسان مرمة الشاة ومقمته لجاز أن تسمى مقمة ومرمة، وهو لا يقم ولا يرم، وإنما هو مشبه بما يرتم ويقتم.
وزعم أن الخطم والخرطوم من السباع، وليس كما قال؛ لأن الخطم يقال لكل شيء من الحيوان،/ ولذلك قيل لخطام البعير خطام؛ لأنه يجعل في خطمه، وهو المخطم أيضا، بذلك أخبرنا "علي بن عبد العزيز" عن "أبي عبيد" أنه قال في أول كتاب "الغريب المصنف": الأنوف يقال لها: المخاطم، واحدها: مخطم. وفي حديث النبي- صلى الله عليه- أن الدابة تخرج في آخر الزمان، فتسم المؤمن، وتخطم الكافر". وفي صفة الحشر يوم القيامة في العرق: "إنه يلجمهم ثم يخطمهم" أي يبلغ إلى خطم الناس. وذكر "الخليل" أن الخطم من البازي، ومنكل طائر: منقاره، ومن كل دابة: مقدم أنفه، وفيه، نحو الكلب والبعير وقال: يقال: إبل مخطمة، أي موسومة على أنوفها. والسمة على الأنف تسمى: الخطام. وإذا طعن الرجل في أنفه، أو ضرب بالسيف قيل: قد خطم، أي أصيب خطمه، أو قطع خطمه؛ ولذلك سميت خطم الإبل خطما، وواحدها: خطام؛ لأنها